شهد العام 2021 الفائت ارتفاعات وانخفاضات في الاقتصاد التركي، و استطاعت التدابير المتّخذة أن تخلق نوعا من التوازن في أواخر عام 2021، فما التحديات التي تجاوزها الاقتصاد في تركيا عام 2021، وما ركائز الاقتصاد التركي لعام 2022… هذا المقال سيتناول أهم نجاحات 2021 على مستوى الاقتصاد التركي وأهم ركائز الاقتصاد في تركيا لعام 2022 بالتفصيل..
أهم المتغيرات في الاقتصاد التركي في عام 2021:
- قرار الحكومة بمضاعفة السياسة الاقتصادية التي تم الكشف عنها في الربع الأخير وغايتها خفض عجز الحساب الجاري وتحقيق معدل نمو مرتفع من خلال الاستثمار والإنتاج والتوظيف والصادرات بدلاً من أسعار الفائدة المرتفعة.
- القيام بتدابير شاملة لتخفيف تأثير جائحة كوفيد 19 .
- التعامل مع انخفاض حاد في قيمة الليرة التركية واستطاعت السيطرة عليها إلى حد ما في الأسابيع الأخيرة من العام الماضي، وقد وصل انخفاض الليرة إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق في 20 كانون الأول ولكن إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان عن خطة جديدة لحماية الودائع بالليرة أدى إلى انتعاش تاريخي في نفس اليوم، وعكست الإجراءات المتخذة انزلاق الليرة وارتفعت قيمة العملة الوطنية بنسبة 50% في 24 كانون الأول، ولكنها لا تزال أضعف من قيمتها في بداية عام 2021.
- وفي 16 كانون الأول أعلن الرئيس أردوغان عن زيادة بنسبة 50.4 للأجور في الحد الأدنى ليصبح ساريا بدءاً من 1/ كانون الثاني.
- شهد عام 2021 تعديلات إدارية في قطاع الاقتصاد، فقد حل شهاب قاوجي أوغلو محل ناجي أغبال كمحافظ للبنك المركزي التركي، وتم استبدال وزيرة التجارة روهصار بكجان بـ(محمد موش) وتولى نور الدين نباتي رئاسة وزارة الخزانة والمالية بعد تنحي سلفه لطفي ألوان.
ارتفاع تاريخي في الإنتاج الصناعي والصادرات:
شكل ارتفاع الإنتاج الصناعي والصادرات قوتين دافعتين في عام 2021 للاقتصاد التركي، فقد واصلت أرقام الصادرات الارتفاع بشكل شهري تقريباً، بينما ارتفع الإنتاج الصناعي على أساس سنوي على مدى 16 شهر دون توقف.
استطاعت الشركات التركية التقدم على منافسيها الدوليين خلال أزمة الوباء وأزمة سلسلة التوريد العالمية، وحصلت على مكانة في أسواق التصدير الجديدة مع تلبية الاحتياجات المحلية، كل ذلك كان مترافقاً بالحفاظ على مستويات الإنتاج واتباع التدابير الوقائية ومنتجات عالية الجودة ذات أسعار معقولة، كل هذا جعل الشركات التركية تثبت نفسها كأهم الموردين خلال فترة القلق وانعدام الثقة في جميع أنحاء العالم.
استمر هذا المسار المتصاعد من نهاية تشرين الثاني حتى وصل إلى 203.1 مليار دولار وتجاوزت المبيعات عتبة العشرين مليار دولار وهذه سابقة في الاقتصاد التركي، كما تجاوزت حصة تركيا من الصادرات العالمية 1% تقريباً.
النمو والتضخم في 2021:
شهد العام السابق تضخما كبيرا وتعهدت الحكومة بمعالجة ما يعتقد أنه مشكلة اقتصادية مزمنة، وقد وصل التضخم إلى في كانون الأول إلى 30% وهي المرة الأولى منذ 2003 ويسعى البرنامج الحكومي إلى خفض التضخم السنوي إلى 9.8% بنهاية عام 2022، كما صرح البنك المركزي أن عوامل مؤقتة تدفع الأسعار للارتفاع وتوقع أن يسير التضخم في مسار متغير خلال فترة قصيرة.
أهم ركائز الاقتصاد التركي في عام 2022:
لقاح تروكوفاك:
يشكل الإعلان عن لقاح توركوفاك قبل أيام من نهاية السنة الميلادية 2021 حدثا مهما من الناحية الصحية والاقتصادية فاللقاح بات يشكل مصدرا مهما للدخل والاقتصاد الوطني.
التكتلات الإقليمية والدولية:
ركيزة مهمة للاقتصاد التركي فقد شهد عام 2021 ولادة منظمة الدول التركية إضافة إلى عقد القمة التركية ـ الإفريقية التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين تركيا والدول المشاركة.
المنتجات الحلال:
يتمتع النموذج الاقتصادي التركي منذ وقت بعيد بقدرته على التنافس في بيع المنتج الحلال الذي تمتد سوقه إلى ما يقارب ملياري شخص، هذا الجانب مكن تركيا من تحقيق اختراقات في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا ويعد المنتج التركي الحلال مصدر ثقة وطمأنينة للمشترين في العالم.
الموقع الجغرافي:
الموقع الجغرافي لتركيا أهّل اقتصاد البلاد للعب أدوار أكبر في مستوى إيصال المنتجات بين آسيا وأوربا فالموانئ والطرق التركية غالبا ما سيتم توسيع أدوارها لتلعب دوراً أكبر في اقتصاديات النقل العالمية.
التنقيب عن الغاز والتوجه نحو الطاقة المتجددة:
تعاظم التنقيب عن الغاز خلال العام الماضي، فلقد حققت تركيا اكتشافات مقبولة في وقت سابق سرعان ما بدأت العمل عليها لإدخالها في الإنتاج وجعلها جزءا من الاقتصاد الوطني، وقد امتد الاهتمام نحو الطاقة المتجددة إذ شهد عام 2021 66 مليار دولار كاستثمار تركي في مجال الطاقة المتجددة فالتعويل الحكومي يعتمد الرياح والمياه والطاقة النووية في سبيل تقليل الكلف وتوسيع القدرة إنتاج الكهرباء.
السياحة:
تعد السياحة من الركائز الاقتصادية الأساسية، وبالرغم أنها قد تعطلت بشكل نسبي في 2020 و2021 بسبب الحظر والإغلاق الناتج عن انتشار فيروس كوفيد 19 ولكن من المتوقع عودة الحياو إلى طبيعتها في 2022.
الاستثمار:
يمثل الاستثمار ركيزة مهمة للاقتصاد في تركيا وقد استطاعت تركيا تطوير سياسة جديدة كليا في تعزيز الاستثمار تتناسب مع مرحلة الأزمة مما يسهل تشغيل المزيد من العمالة التركية ويرفع من فرص الاستثمارات الأجنبية.
سيفيدك أن تقرأ: أفضل ستة طرق للاستثمار العقاري في تركيا
التنوع الثقافي في تركيا:
تستقبل تركيا عددا كبيرا من الأجانب من عدة دول، كالعرب والآسيويين وإلإفريقيين والروس والإيرانيين، وهؤلاء إما لاجئين أو طلاب أو مستثمرين يبحثون عن مراكز للعمل، وهذا ينعكس إيجاباً على الاقتصاد التركي.
استرجعنا معاً أهم الأحداث الاقتصادية في عام 2021، و توقفنا أيضا عند الركائز الأساسية التي سيدخل الاقتصاد في تركيا عامه 2021 معتمداً عليها ليكون قدرته التنافسية، مع الأخذ بعين الاعتبار قدرة تركيا على إيجاد البدائل في حال حصول أي تغيرات محتملة في الاقتصاد العالمي.
يمكنك أن تقرأ: أردوغان يعلن عن تحركات حكومية لدعم الليرة التركية