البلدة المنسية (سلجوق)
تمر بنا العصور و تتوالى الأجيال و تتغير مفاهيم العمران من عصر إلى عصر و يبقى الثابت الوحيد الحضارة التي تقدمها كل مدينة مهما كانت كبيرة أو صغيرة و هنا سنقف على أطلال البلدة المنسية في تركيا و التي تدعى سلجوق .
هل فكرت يوماً في زيارة بلدة سلجوق التركية ؟
إذا لم تفكر ندعوك لزيارتها و الاستمتاع بما خلفته الحضارة من معالم تاريخية هائلة العظمة و الجمال لتقف أمامها مشدوهاً و لتتخيل نفسك واحد من جنود تلك العصور .
تقع بلدة سلجوق شمال شرق مدينة أفسس القديمة في محافظة أزمير في تركيا ، و تعد ثالث أكبر جاذب سياحي على مستوى العالم لما تحتويه من ثقافة حديثة و تاريخ عظيم ، بالإضافة إلى تسليط الضوء على نمط الحياة التركية المتبع هناك .
يبلغ عدد سكان بلدة سلجوق 30000مواطن و لكن و بالرغم من صغرها إلا أنها واحدة من أكثر المناطق أهمية في تركيا لاحتوائها على ما يسمى في تركيا عجائب الدنيا و منها مدينة أياصولوك الشهيرة بمحصول الخوخ كل سنة بالإضافة إلى معبد أرتيمس و كنيسة القديس يوحنا ( سانت جو) و مسجد عيسى بك و القلعة الكبرى .
معبد أرتيمس
يعد معبد أرتيمس واحد من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم حيث كان يتألف من 127عمود لم يتبقى منها إلى يومنا الحالي إلا عمود واحد بسبب التلف الذي خلفته الفيضانات و الدمار الذي سببه الغزاة و قد بني هذا المعبد تكريماً لآلهة الخصوبة أرتيمس ، كانت هناك محاولات من الأباطرة البيزنطيين لإعادة بناؤه و قد تم تشييد المبنى الأصلي للمعبد من الرخام و لم يتبقى من المعبد إلا الأساسات و بقايا من المعبد و هذه البقايا عبارة عن منحوتات تعود للعصر الهيليني اليوناني،هذه المنحوتات نجدها اليوم في المتحف البريطاني .
مسجد عيسى بك
يتربع مسجد عيسى بك هضبة أيا صولوك و يعود إلى العصر السلجوقي و كان يعد من أبرز المعالم العمرانية و قد تم بناؤه بين 1374-1375 تكريما للسيد عيسى بك كامي على يد علي الدمشقي و كان مثالا رائعاً عن العمارة السلجوقية .
يعد المسجد فريداً من نوعه حيث أن القباب مبنية على الطراز العثماني و متناسقة بشكل جميل مع البلاط و الأعمدة التي تم نقلها من مدينة إفسس لتشكل لوحة سلوجوقية متميزة بفن عمارتها .
بالتماثل مع المسجد الدمشقي الأسطوري ، أصبح المسجد مثل الخان أو النزل الذي يرتاده المسافرون ليقضوا بعض الوقت في القرن 19 قبل أن تتم إستعادته و إستعادة الديكورات الداخلية الحديثة و البهية المظهر ليشكل اليوم منارة السياحة التركية في بلدة سلجوق .
كاتدرائية القديس يوحنا ( كنيسة سانت جو )
تعد هذه الكنيسة جوهرة العمارة الرائعة في القرن السادس و يعتقد بأنها كانت مركز لاستراحة الرسل المسيحيين ، شيدت هذه الكنيسة من قبل جستنيان الأول ، هذه الكنيسة مؤلفة من 15 برج ،حجارة هذه الأبراج مصنوعة من الحجارة الرومانية و تقع الكنيسة بالقرب من قلعة أياصولوك على أطراف هضبة أياصولوك .
و بالرغم من المعرفة القليلة عن تاريخ هذه الكنيسة العظيمة إلا انه يعتقد انها مشيدة على ضريح أحد الرسل المسيحيين و يعتقد بأنه القديس يوحنا .
بدأت هذه الكنيسة بهيكل تم تشييده على الضريح و من ثم تم توسيعها في عهد الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس في القرن الرابع الذي أمر ببناء كنيسة المهد و بعد قرنين أي في القرن السادس قام جستنيان بتحويل هذا المهد إلى كنيسة أكبر و أشد عظمة .
بنيت الكنيسة من الطوب و الحجارة على النمط اليوناني و تتألف الكنيسة من صحن و أعمدة و خمس قباب تستند إلى ركائز متينة موزعة في زوايا الصليب ، وللكنيسة مدخل رئيسي له بوابة تدعى ( بوابة الاضطهاد ) و قد تم تزيين الجدران الداخلية للكنيسة بالفسيفساء ، أما أسفل المذبح نجد قبوا يتخلله لوحات جدارية تملأ السقوف و الجدران وتحمل مشاهدا من الكتاب المقدس .
إن الضريح الذي يعود للقديس يوحنا لابد لنا من الوقوف أمامه مستذكرين تاريخ حياته. عاش القديس يوحنا في أفسس بعد وصوله من مدينة القدس ومن ثم تم نفيه ،و خلال مرحلة النفي قام بكتابة بعض الآيات التي ألهم بها من قبل الرب و بعدها تم اصدار عفو من قبل الإمبراطور نيرفا ليعود القديس و يكمل ما تبقى من حياته في مدينة إفسس إلى أن بلغته المنية .
(هنالك أسطورة تفيد بأن إمبراطور قسطنطين قام بفتح الضريح و لم يجد به أحداً لذا كان يوحنا هو الرسول الوحيد الذي لم يتم اكتشاف قبره أبداً )
قلعة أياصولوك: قلعة سلجوق
تقع القلعة على ارتفاع شاهق على هضبة أياصولوك و قد مرت هذه القلعة بالعديد من الحقب التاريخية من العهد البيزنطي إلى السلجوقي فالعثماني و إلى العصر الحديث .
تشير الحفريات حول القلعة إلى وجود ثلاث منازل في القسم السفلي من القلعة و هذه المنازل مؤلفة من 15 غرفة بالإضافة إلى وجود بوابتين لدخول القلعة يتمركزان في شرق القلعة و غربها و تضم الجدران الخارجية للقلعة 15 برجاً و تتميز هذه الأبراج بضخامة حجمها .
و قد تم السماح للزوار و السياح بدخول القلعة بعد تمهيد الطرق إليها للوقوف على جمالها المعماري و لتشكل جاذباً سياحياً قوياً .
هذه نبذة مختصرة عما تحمله بلدة سلجوق في طياتها من معالم معمارية و رموز تاريخية و حضارات لعصور ولت و إمبراطوريات اندثرت لندعوك يوماً لزيارتها و التأمل في روعة تصميمها .
اعداد: فريق دليل العرب في تركيا
المصدر: مصادر متنوعة
شركات سياحية مميزة في تركيا
– أضف شركتك هنا
اذا أعجبتك المعلومات هنا لا تنسى مشاركتها مع أصدقائك من خلال روابط الوسائط الاجتماعية في الأسفل