تستقطب تركيا كل عام ملايين الزوار من كافة أنحاء الكرة الأرضية، في العام الماضي حصد قطاع السياحة في تركيا نجاحا كبيرا وكان المتوقع أن يكون النجاح هذا العام أكبر ولكن تفشي فيروس كورونا عالميا أجبر كل الدول على مواجهة تحديات جديدة فما هي التحديات التي واجهتها السياحة في تركيا؟؟
كيف تأثرت السياحة في تركيا بجائحة كورونا؟
كل الآمال الكبيرة للسياحة في عام 2020 تلاشت نتيجة صدمة جائحة كورونا التي بدأت مع شباط الماضي ومع استمرار انتشار الفيروس سيطرت المخاوف الصحية وأصبح من المتوقع ألا يصل سوّاح أجانب إلى تركيا خلال موسم الصيف أو حتى نهاية العام مما سيجعل قطاع السياحة يتعرض لخسائر كبيرة.
وقد صرّح سروري جوراباتر رئيس اتحاد الفنادق التركية بأن انخفاضاً كبيراً في حجوزات العطلات حدثت بعد أن خفضت العديد من شركات الطيران عدد رحلاتها بنسبة 50% مع غالبية البلدان وعلى الفور أظهرت الدلائل أن البلاد ستشهد تراجعاً في الأشهر القادمة.
جوانب الخسائر والتحسن:
وقد تم حسر الخسائر في وقف استقبال السوّاح الصينيين الذين تم إلغاء 30000 حجز فندقي لهم في مناطق كابادوكيا ودينيزلي ونيفشهير واسطنبول كما سجل انخفاض في عدد رحلات الخطوط الجوية التركية إلى سبعة مطارات في ايطاليا من 119 رحلة أسبوعية إلى 52 رحلة فقط.
في المقابل هناك ارتفاع كبير في أعداد السواح القادمين من دول أخرى غير الصين وايطاليا أهمها الفلبين وباكستان وألمانيا واليونان وبريطانيا وحافظت الغرف الفندقية على معدل الأسعار ذاته ومستويات الإشغال نفسها بشكل عام في مناطق السياحة الربيعية التركية خاصة اسطنبول وأنطاليا وفتحية.
وعلى عكس الدول الأخرى لم يعلن قطاع السياحة أو المؤسسات النقابية التركية تسجيل حالات استغناء عن اليد العاملة في هذا القطاع بصورة استثنائية ويتوقع رئيس اتحاد أصحاب الفنادق السياحية في كابادوكيا يعقوب دينلار أن تتجاوز تركيا مشكلة انخفاض السياحة القادمة من الصين وايطاليا.
إجراءات الحكومة التركية لتخفيف آثار كورونا على قطاع السياحة في تركيا:
تقوم وزارة الثقافة والسياحة التركية بعدة اجتماعات مع ممثلي القطاع حيث يتم العمل على تجهيز الدعم المالي للقطاع السياحي قريباً في سبيل تقليل الآثار المترتبة جرّاء كورونا.
كما أجّل اتحاد الفنادق التركية افتتاح الفنادق في المناطق السياحية مدة 30 يوما وستتعاون الوزارة والاتحاد في اتخاذ الإجراءات الوقائية لدعم القطاع السياحي من أجل التغلب على هذه الأزمة بأقل الأضرار.
وتكثّف السلطات التركية من عمليات تعقيم وتنظيف القصور الوطنية والمساجد في البلاد التي يزورها آلاف السوّاح يوميا ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا و كذلك الحال في المطاعم والمتاجر وفرض رقابة شديدة على هذا الأمر.
يمكنك أن تقرأ أيضاً: السياحة الداخلية في تركيا
إجراءات الحكومة التركية لدعم القطاع السياحي:
اتخذت الحكومة التركية إجراءات حاسمة لمواجهة فيروس كورونا وأهم هذه الإجراءات:
برنامج شهادة السياحة الآمنة:
وقد أعلنت وزارة الثقافة والسياحة التركية عن برنامج شهادة السياحة الآمنة الذي يجري تنظيمه بالتعاون مع وزارات الخارجية والداخلية والمواصلات والصحة وممثلي قطاع السياحة في البلاد ويعتمد على 4 ركائز هي:
- صحة وسلامة المسافر
- صحة وسلامة العامل
- التدابير المتخذة في المنشآت
- التدابير المتخذة في وسائل النقل،
وينص برنامج شهادة السياحة الآمنة على تحديد معايير وقواعد يحتم تطبيقها في المنشآت السياحية التي ترغب باستقبال السياح خلال مرحلة ما بعد كورونا وقد حدد البرنامج المذكور أكثر من 150 معيارا يتوجب مراعاتهم في المنشآت منها معايير خاصة بموضوعات مختلفة تبدأ من دخول العميل إلى الفندق وحتى حالة الطوارئ والعزل الصحي وشروط خاصة بأماكن الطعام والشراب وحتى لمركبات التنقل والتجول، ويستطيع السائح معرفة إذا كان المكان الذي سينزل فيه آمن وحاصل على الشهادة عبر متابعة موقع الوزارة الرسمي.
في المطارات:
برغم أن تركيا عادت واستأنفت رحلاتها بعد توقيفها إلّا أن السلطات تتابع من تظهر عليه أي أعراض فالمطارات زادت من الإجراءات الالكترونية لمنع التجمعات مع تشديد أكثر على القادمين من الدول ذات الإصابات المرتفعة فيما افتتحت مراكز اختبار كورونا في المطارات المزدحمة اعتبارا من 1 تموز الماضي.
في الشركات والمطاعم:
على الشركات التي تود إدراج اسمها في برنامج الشهادة السياحية الصحية تصميم أماكنهم من حيث النظافة ومراعاة المسافة الاجتماعية وذلك بالتعاون مع وزارات الصحة والنقل والبنية التحتية والداخلية والخارجية وبعد ذلك يتم الإعلان عن المرافق الحاصلة على شهادة السياحة الصحية عبر الموقع الالكتروني لوكالة ترويج وتطوير السياحة التركية.
في الفنادق:
عند الدخول إلى الفندق سيتم إجراء قياسات درجة حرارة الجسم باستخدام الكاميرا الحرارية أو أجهزة قياس الحرارة الاستشعارية عن بعد، عند دخول وخروج الموظفين والنزلاء وفي حال ظهور أعراض مرضية مثل السعال والضعف والحمى المرتفعة على الزوار عند مدخل الفندق أو في أثناء إقامتهم سيتم عمل خطة لتدخل موظفي المنشأة وبعدها يتم إبلاغ الموظفين بخطة التدخل هذه.
كما يتوجب على الفنادق والأماكن السياحية تعليق مخططات جدارية مترجمة بثلاث لغات على الأقل في مناطق الأفراد والمناطق العامة تتعلق بالوباء وإجراءات التطهير الخاصة به وكذلك لوحات التباعد الاجتماعي وستتوافر ملابس ومعدات واقية في المنشأة وأقنعة عند مدخلها.
التدقيق والرقابة والتفتيش:
لضمان تحقيق أعلى درجات الشفافية في عملية تحديد مؤسسات المراقبة والتفتيش تم التركيز على المنظمات المستقلة التي لا تقوم بإنتاج منتج آخر وتعمل فقط في أعمال التفتيش والتحليل والرقابة ولا يوجد لديها تضارب في المصالح مع المؤسسات الأخرى وحاليا كلفت الوزارة رئاسة مجموعة شهادات نظام المعهد التركي للمعايير وشركات الاعتماد بما في ذلك الشركات الدولية للقيام بالعملية.
إجراءات خاصة بالتدريبات:
يتوجب على المؤسسات السياحية تعيين مدير يتولى إدارة عملية الإجراءات بأكملها وإعداد البروتوكولات الخاصة بجميع الإدارات وتوفير التدريب للموظفين العاملين بها فيما يتعلق بهذا الخصوص حيث يأتي حصول العاملين في المؤسسة على تدريب عن وباء كورونا على رأس الشروط الأساسية اللازمة لتنال المؤسسة شهادة السياحة الصحيّة.
قطاع السياحة في طريقه للتعافي:
من المؤكد أن موسم السياحة في تركيا لهذا العام لن يكون كالأعوام السابقة ولكن الحكومة تعمل بكل ما لديها من قوة وإمكانات على التخفيف من آثار كورونا على القطاع السياحي.
وقد أعلن وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي عن توقعه ببدء الموسم السياحي للعام الحالي أيار قائلا: نتوقع تأخر بدء الموسم السياحي لغاية نهاية مايو مجريات الأحداث تشير إلى ذلك.
وأضاف : وفقا لمكاتب تنظيم الرحلات السياحية خارج البلاد فإن تركيا تتقدم بفارق كبير على الكثير من الدول من حيث الإقبال على برامجها السياحية وهذا الأمر يدعونا للامتنان.
وإن مجموعة الإجراءات المتخذة تهدف لمواجهة التحدي واستكمال مشروعها السياحي للعام 2023 حيث تهدف تركيا لاستقبال 75 مليون سائح للعام 2023 وأشار وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرسوي إلى أنه تم إرسال خطابات إلى 100 دولة بشأن البنية التحتية الصحيّة للمناطق السياحية وقد نال مشروع السياحة الآمنة إعجاب وإشادة العديد من دول العالم.