أهم المساجد في تركيا
هناك مساجد في كل بقاع الأرض، وتختلف هذه المساجد وتتنوع بتنوع واختلاف الأماكن والبلاد التي شيدتها، وجميع هذه المساجد من حيث الجوهر متماثلة، لأنها في النهاية جميعها أماكن لعبادة الله تعالى، والحصول على الهدوء والسكينة الروحية، في تركيا الكثير من المساجد التي تتميز بروعة عمرانها وجمال زخارفها، ونذكر في مقالتنا هذه ستة من أعظم المساجد في تركيا:
جامع السلطان أحمد:
ويسمى بالجامع الأزرق، ويعتبر من أهم وأضخم المساجد في مدينة إسطنبول، ويقع في ميدان السلطان أحمد أمام متحف آيا صوفيا، وهو أحد ثلاثة مساجد حصرية في تركيا لها ست مآذن، أما المسجدان الآخران فهما (جامع صابنجي المركزي)، (جامع حضرة المقداد)، يقال إن السلطان أحمد قبل توجهه للحج كان قد أمر رئيس وزرائه ببناء مآذن ذهبية للمسجد، وكلمة ذهب تعني (ألتين) (Altin) بالتركية، ولكن رئيس الوزراء أخطأ في سماعها فسمعها (ألتي) (Alti)، وتعني بالتركية ستة فبنى ست مآذن بدلا من أن يبني أربعة مآذن ذهبية.
للمسجد خمس قباب كبيرة رئيسية، وست مآذن، وثمان قباب صغيرة، وله سور مرتفع، وفي السور خمسة أبواب ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد، واثنان إلى قاعة الصلاة، تم بناءه بين عامي: 1609 ـ 1616م على يد المهندس (محمد آغا)، يتزين من الداخل بتشكيلة مميزة من الزخارف التي تتنوع بين الذهب وفنون النقش التي ترسم بعض الآيات الكريمة، يظهر فيه التأثر الكبير بالمسجد الحرام من حيث الزخارف والتصميم الخارجي وعدد مآذنه، تاريخيا يعد بناء هذا المسجد محاولة من السلطان أحمد لمحو أثر هزيمته النكراء أما الفرس، فأراد أن يكون السلطان الذي ترك أكبر مسجدا في المدينة، وهو يعد أهم مسجد في تركيا.
مسجد غار حراء:
ويطلق عليه اسم (سنجاقلار) باللغة التركية، وهو مسجد مختلف عن أي مسجد آخر بالعالم، تم تصميمه على يد المهندس المعماري التركي الجنسية (إيمري أرولات) الذي قرر أن يشيد مسجداً لا شبيه له بين مساجد العالم، واستوحى فكرته من غار حراء الذي يعبر عن مرحلة مهمة من مراحل السيرة النبوية، بني هذا المسجد على عمق تسعة أمتار تحت الأرض، واستخدم ببنائه أحجارا بركانية طبيعية مشابهة لأحجار غار حراء، وتم بناؤه على هذا الشكل لاستلهام روحانية غار حراء الذي كان يتعبد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتم زخرفة المسجد بآية واحدة وهي ((واذكر ربك كثيرا)) ويتسع لأكثر من 900 مصلي، ويعتبر أيضا أهم مسجد في تركيا .
بدأ بناء هذا الجامع عام 2013، ويتكون من قاعة كبيرة للصلاة تصل إليها من خلال أدراج في الأعلى، يتميز بتصميم فريد يحقق الإضاءة الطبيعية التي تدخل المسجد من خلال الشقوق المخصصة لذلك، كما يؤمن المسجد إطلالة مميزة وساحرة من الخارج، أما موقعه فهو يقع في مدينة إسطنبول وتحديدا في منطقة بويوك تشيكميجية والتي هي أحد الأماكن الخاصة بالتصييف والسياحة في إسطنبول، ويقصدها عدد كبير من الزوار لتميزها بالهدوء، وفيه مئذنة واحدة ويعتبر هذا المسجد أحد أهم المعالم السياحية في اسطنبول الغربية، حيث يستقطب عدداً كبيراً من السائحين المحليين أو القادمين من جميع أنحاء العالم.
جامع العرب في تركيا:
بالتركية: Arab Camii)) وهو أول جامع في تاريخ اسطنبول بني من قبل الجيوش الإسلامية العربية التي قدمت إلى القسطنطينية، يقع في شمال اسطنبول تحت برج غلاطة، وهو المسجد الوحيد في تركيا الذي بني بالطريقة الأندلسية حيث تشبه منارته المربعة منارة الأندلس والمغرب العربي، ولا يوجد بالمسجد قبة حيث يكون مسطحا منبسط ومستطيل الشكل، ويوجد خارج المسجد من الجهة الجنوبية الشرقية قبر الصحابي الجليل مسلمة بن عبد الملك.
تم بناء هذا المسجد في زمن الفاتحين الأوائل الذين وصلوا إلى القسطنطينية في العامين الأخيرين من القرن الهجري الأول 717ـ 718م بقيادة مسلمة بن عبد الملك الذي فتح مدينة غلاطة، وبنى فيها هذا المسجد والذي عرف باسم ـ مسجد العرب ـ حوله البيزنطيون فيما بعد إلى كنيسة سميت باسم كنيسة سان بالو، وظل كذلك حتى دخل العثمانيون المدينة فأعيد مسجداً من جديد، تم ترميمه وإصلاحه في عام 1577 في عهد السلطان محمد الثاني، و في عهد السلطان بيازيد الثاني سلم المسجد للاجئين الأندلسيين عام 1950، أولئك الذين هربوا من بطش الصليبيين.
يقع الجامع في منطقة (قاراكوي) والتي تعني بالعربية القرية السوداء، ويتكون هذا الجامع من ثلاثة طوابق ومنارة مزودة بسبعين نافذة، كان الجامع بداخله العديد من الأمانات المقدسة مثل لحية الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تم نقلها إلى أماكن أخرى للحفاظ عليها، ولا يزال المسجد مفتوحا للعبادة حتى الآن.
مسجد صقلي محمد باشا:
هو اسم لمجموعة من المساجد التي بنيت في القرن السادس عشر، والتي بنيت على يد الوزير صقللي محمد باشا وقد يشير الاسم إلى:
- جامع صقللي محمد باشا (بايوغلو): مسجد عثماني من القرن السادس عشر في اسطنبول يقع في بايوغلو، صممه المعماري سنان الشهير الذي بني في 1578 في منطقة بيوغلو في اسطنبول.وله مئذنة واحدة.
- جامع صقللي محمد باشا (بيوك جكمجة): الذي بني في 1567 في بيوك جكمجة في اسطنبول، بناه المعماري سنان على النمط المعماري العثماني.
- جامع صقللي محمد باشا الذي بني في 1571م، مسجد عثماني من القرن السادس عشر يقع في اسطنبول، وتم بناؤه على أنقاض الكنيسة البيزنطية، أمرت ببنائه زوجة صقللي باشا إمرهان، وقد صمم من قبل المهندس المعماري سنان، وللجامع شاذروان للوضوء بني على طلب الصقلي.
- جامع صقللي محمد باشا في (قرقلر ايلي): الذي بني في 1569 وقرقلر ايلي أحد محافظات تركيا في شمال غرب تركيا، يتميز بأسلوب عمارة عثماني، يعود إلى القرن السادس عشر، وله مئذنة واحدة، وهو محاط بمجمع اجتماعي يحمل نفس الاسم.
مسجد الفاتح:
وهو مسجد بني في عهد الدولة العثمانية، يوجد في منطقة الفاتح في مدينة اسطنبول التركية، ويعد مثالا عظيما على فن العمارة الإسلامية التركية، وقد سمي على اسم السلطان محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية عام 1453م، بني في عام 1465م، واستمر بناءه حتى عام 1470، قام ببنائه المعماري سنان الأول في موقع كنيسة بيزنطية قديمة كانت قد دمرت منذ الحملة الصليبية الرابعة، وأعيد ترميمه وبناؤه في 1771 بعد وقوع زلزال كبير ولذلك ستلحظ أنه يجمع بين طرازين من فن العمارة العثمانية التقليدية والحديثة، للجامع مئذنتان متطابقتان في الشكل، وتظهر على المنبر زخارف خطية اتخذت الطابع الباروكي التصميم، يوجد في الجامع مرقد السلطان محمد الفاتح محاط بسور زجاجي مزخرف، تحيط بالمرقد جدران منقوشة بآيات قرآنية وبحديث نسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام: ((لتفتحنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش جيشها))، كان مسجد الفاتح أول مجمع إسلامي، حيث احتوى ثماني مدارس، ومكتبة ومستشفى ودارا خيرية، وحماما ووقفا سكنيا لطلبة العلم، ومطعما عاما لإطعام الفقراء ممّا جعله بناء دينيا واجتماعيا في آن واحد.
مسجد سليمان القانوني:
وهو من أهم الآثار المعمارية العثمانية، يقع في اسطنبول في منطقة الفاتح في محلة السليمانية، حيث بني هذا المسجد على ربوة مرتفعة تطل على مضيق البوسفور وخليج القرن الذهبي، وعلى الجزء الآسيوي من اسطنبول في الضفة الأخرى من المضيق تكثر المساحات الخضراء التي تزيد المشهد جمالا، وبجواره جامعة اسطنبول.
بني هذا المسجد من قبل المهندس سنان باشا بأمر من السلطان سليمان القانوني، استمر العمل فيه سبع سنوات من عام 1550 حتى عام 1557م، ويقال أن مجموع الشرفات الموجودة على المنارات ترمز إلى ترتيب السلطان سليمان الأول، فهو العاشر في سلسلة السلاطين العثمانيين ستجد أن الجامع مبني بالحجارة المنحوتة والمركبة بدون ملاط، وتلك إحدى مميزات العمران الأناضولي، في الساحة الخارجية الكبرى يوجد أحد عشر بابا ستفضي بك إلى مجموعة متكونة من مقبرة وأربع مدارس ومستشفى وفندق ومئذنة ودكاكين وحمامات ومدرسة قرآنية، لذلك يعد أكبر المجمعات العمرانية بعد مجمع الفاتح في اسطنبول.
تم ترميمه في عملية استمرت ثلاث سنوات، وإذا قمتم بالنظر من كل النواحي في مسجد السليمانية ستجدون لفظ الجلالة ((الله)) في كل مكان.
اعداد فريق دليل العرب في تركيا
اذا أعجبتك المعلومات هنا لا تنسى مشاركتها مع أصدقاءك